يشعر فينيسيوس بأنه أدى واجبه مع ريال مدريد، لكن مكانته لا تُحترم

يشعر فينيسيوس بأنه أدى واجبه مع ريال مدريد، لكن مكانته لا تُحترم

ما بدأ كخلاف بسيط تحول الآن لحريق حقيقي. العلاقة بين فينيسيوس جونيور وتشابي ألونسو وصلت لنقطة اللاعودة، والكلاسيكو ضد برشلونة كان مجرد الشرارة التي أشعلت برميل البпорох المتراكم منذ أشهر.

بعد يوم واحد من المباراة، لا تزال درجة الحرارة مرتفعة للغاية. ريال مدريد يدعم مدربه بشكل كامل، بغض النظر عن أي قرار يتخذه. لم يعجب النادي موقف فينيسيوس عندما تم استبداله قبل عشرين دقيقة من النهاية، في مباراة بهذه الأهمية العالمية.

على الجانب الآخر، لا يزال فينيسيوس غاضباً. يشعر أن المكانة التي اكتسبها لا تُحترم، ويفكر بجدية في المغادرة، رغم أن غضبه الأولي قد هدأ نسبياً. باختصار، يدرك البرازيلي أنه ليس لاعباً يرضي تشابي ألونسو، وأن هذا الوضع أصبح غير قابل للاستمرار.

لحظة الانفجار في الكلاسيكو

الدقيقة 72، النتيجة 2-1 لصالح مدريد، وفينيسيوس يقدم أداءً رائعاً. فجأة، ظهرت لافتة الاستبدال تحمل الرقم 7. ردة فعل البرازيلي كانت عنيفة: “أنا؟ أنا؟ سيدي، سيدي! أنا؟” بدأ بالصراخ.

ثم طلب من مدربه أن يمشي – بالبرتغالية – وهو في طريقه لخط التماس. لكن القنبلة الحقيقية انفجرت عندما وصل لمقاعد البدلاء: “دائماً أنا! سأغادر الفريق! سأغادر، من الأفضل أن أذهب!” وتوجه مباشرة نحو نفق غرفة الملابس.

موقف لم يمر مرور الكرام. غضبٌ غير مسبوق رفع منسوب التوتر لدرجات خطيرة.

ريال مدريد: دعم كامل للمدرب

من مكاتب تشامارتين، الموقف واضح وحاسم: دعمٌ كاملٌ ومطلقٌ لقرارات تشابي ألونسو، أي قرار يتخذه. بما في ذلك استبدال فينيسيوس في الكلاسيكو. هناك ثقة به، لا جدال معه.

في الوقت نفسه، لم يُعجب النادي بتصرّف اللاعب إطلاقاً. الصورة التي تركها، الطريقة التي غادر بها. هناك غضبٌ شديد، غضبٌ متبادل. في حالات سابقة، غُرِّم لاعبون على حوادث مماثلة، وهو ما يلوح في الأفق كخيار وارد.

فينيسيوس: “المدرب لا يُحبني” من ناحية أخرى، يرى فينيسيوس أن هناك مشكلة جوهرية: تشابي ألونسو لا يُحبه. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يفسر بها الوضع. يشعر أنه قام بدوره: ساهم بشكل أكبر في الدفاع، حتى لو كلفه ذلك حضوره الهجومي، كما طلب منه المدرب في الصيف. فعل ذلك، ومع ذلك لم يحصل على أي مقابل.

يشعر البرازيلي أن مكانته، التي اكتسبها في المواسم الأخيرة كلاعب أساسي في الفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا، لا تُحترم. وهذا أصعب جزء بالنسبة له.

القمة المفاجئة في سبتمبر: محاولة فاشلة للترميم كل هذا ليس جديداً. في 22 سبتمبر، عُقدت قمة مفاجئة في فالديبيباس بعد أن كان فينيسيوس بديلاً في مباراتين من الأربع الأولى (أوفييدو ومارسيليا)، واستُبدل ضد إسبانيول. لم يفهم ذلك، ووصلت درجة الحرارة لحدٍّ جعله يُعلن خلف الأبواب المغلقة أنه إذا استمرت الأمور، فلن يستبعد الرحيل في الشتاء.

القمة خففت التوتر مؤقتاً، بُنيت الجسور، هدأت المياه. لكن كل ذلك انتهى إلى سراب. كان بديلاً في خيتافي، قرار آخر لم يفهمه. وجاء الاستبدال في الكلاسيكو ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير.

الحقيقة؟ فينيسيوس كان بديلاً في ثلاث من أصل 13 مباراة هذا الموسم، ومن بين المباريات العشر التي بدأها، لعب بالكامل فقط… ثلاث مباريات.

المستقبل معلق بخيط رفيع

جميع السيناريوهات مفتوحة الآن. فينيسيوس مشجع لريال مدريد ويريد البقاء، يريد تجديد عقده الذي ينتهي عام 2027. لكنه في الوقت نفسه، يشعر أن هذا الوضع غير مستدام، وأن مكانته لا تُحترم رغم أنه قام بدوره.

من هنا جاءت النار. هذا هو الوضع الذي يقول فيه فينيسيوس إنه إذا استمر المدرب في عدم دعمه بشكل حاسم كما يفعل مع مبابي، واستمر تشابي ألونسو بعد الصيف المقبل، فلن يستبعد الرحيل. لا يريد ذلك، لكنه لا يستطيع الاستقرار في هذا الوضع.

من المهم بالنسبة للاعب، شعوره بأن النادي ليس السبب في فقدانه مكانته. لطالما شعر بدعم النادي. ببساطة، الحقائق تدفعه للاعتقاد بأنه لاعب لا يحبه المدرب، أو أن أسلوب لعبه لا يتناسب مع رؤيته لريال مدريد.

تجديد العقد: توتر إضافي يُضيف تجديد عقده، الذي لا يزال معلقاً، مزيداً من التوتر للوضع. في الصيف المقبل، سيدخل عامه الأخير من العقد. إذا غادر، فسيكون بسعر أقل مما يستحقه. وإذا صمد لموسم آخر… قد يغادر مجانًا. كابوس حقيقي بالنسبة لنادٍ اعتاد بيع نجومه بأرقام فلكية.

قرار الاستبدال: غير مفهوم كروياً فيما يتعلق بالكلاسيكو، شعر فينيسيوس أن أمامه 20 دقيقة يمكنه خلالها إحداث فارق كبير. قرار كهذا، من منظور كروي بحت، غير مُحتمل. كان يلعب بشكل جيد، بل ممتاز. لهذا انفجر غضباً.

ريال مدريد ثابت على موقفه: يدعمون تشابي ألونسو في أي قرار يتخذه، بما في ذلك هذا. وهم غاضبون جداً من موقف اللاعب تجاه التبديل.

هكذا تسير الأمور حالياً. على نار هادئة قد تنفجر في أي لحظة. تشابي ألونسو وفينيسيوس، علاقتهما متوترة للغاية، والنادي الملكي يجد نفسه أمام معضلة حقيقية: إما أن يخسر أحد أبرز نجومه، أو يتدخل بطريقة قد تُضعف سلطة المدرب. معادلة صعبة لا حل سهل لها.