الألماني يتجنب أخطاء الموسم السابق.. والفرنسي راضٍ عن القرارات
شهد جول كونديه تغييراً جذرياً في وضعه مع بداية الموسم الجديد، حيث بدأ على دكة البدلاء في مباراتي الليجا الأوليين. هذا التحول يأتي بعد موسم مرهق للغاية، حيث كان ضمن أكثر خمسة لاعبين مشاركة في صفوف برشلونة، بواقع 53 لقاءً وأكثر من 4400 دقيقة لعب.
هانسي فليك اتخذ قراراً واعياً بمنح إيريك جارسيا الأولوية في المركز الأيمن للدفاع، معتمداً على انطباعاته الإيجابية حول الإسباني خلال فترة الإعداد الصيفي. هذا التفضيل لا يعكس تراجعاً في مكانة كونديه، بل يمثل خطة محسوبة لتفادي انهيار جسدي مشابه لما حدث العام الماضي.
دروس من انهيار مايو
الذاكرة ما زالت حية حول فترة مايو الكارثية، عندما غاب كونديه عن ست مواجهات متتالية بسبب إصابة عضلية. خسر البرسا خدماته في خمس مباريات حاسمة بـالليجا وفي عودة دوري الأبطال أمام إنتر ميلان. الإصابة امتدت تأثيرها لتحرمه من دوري الأمم الأوروبية مع المنتخب الفرنسي.
فليك، الذي عاش تجارب مماثلة مع بايرن ميونيخ، قرر تطبيق سياسة الوقاية خير من العلاج. النتيجة: 13 دقيقة فقط أمام مايوركا و5 دقائق في مواجهة ليفانتي، بينما تولى جارسيا المسؤولية كاملة في المباراتين.
قبول وثقة متبادلة
ردة فعل كونديه جاءت إيجابية ومفهومة. اللاعب الفرنسي يتفهم منطق المدرب ولا يشعر بالاستياء من وضعه الحالي. الثقة المتبادلة بين الطرفين تعززت مؤخراً من خلال تمديد عقده حتى صيف 2030، رسالة واضحة من إدارة النادي حول مستقبله طويل المدى.
فليك أوضح للاعب أن مكانته لم تتغير، وأن هذا التدوير مؤقت لضمان وصوله للمباريات المهمة بحالة مثالية. المباراة المقبلة أمام رايو فاييكانو قد تشهد عودته للتشكيلة الأساسية، خاصة مع احتمالية انتقال جارسيا لمحور الدفاع.
العامل الحاسم: الشراكة مع يامال
إحدى نقاط قوة كونديه التي يقدرها فليك بشدة هي تناغمه الاستثنائي مع لامين يامال في الجهة اليمنى. هذا التفاهم التكتيكي المتقدم يجعله خياراً لا غنى عنه في المباريات التي تتطلب هجمات منظمة من الأجناب.
الإحصائيات تؤكد أن كونديه فاته لقاء واحد فقط العام الماضي وهو متاح للعب، مما يعكس اعتماد الفريق عليه في الظروف العادية. مع توقع خوض البرسا أكثر من 60 مباراة هذا الموسم، وطموحات الوصول لنهائي دوري الأبطال، فإن كل لاعب سيحصل على فرصته، وكونديه يدرك هذه المعادلة جيداً.