يوهان كرويف أرينا شهدت ليلة تاريخية. ماركوس توران سجل ثنائية رائعة قادت إنتر ميلان لفوز ثمين 2-0 على أياكس أمستردام في افتتاحية دوري أبطال أوروبا. النيرازوري عادوا بقوة للمنافسة الأوروبية تحت قيادة كريستيان كيفو.
كيفو منح الثقة للموهبة الشابة. بيو إسبوزيتو خاض أولى تجاربه الأوروبية كأساسي، بينما أراح النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز. القرار التكتيكي الجريء أثبت صحته، وأكد أن إنتر يملك عمقاً حقيقياً في صفوفه.
المدرب الروماني عاد إلى أمستردام بهوية جديدة. كيفو، الذي خاض تجارب مميزة كلاعب في هذا الملعب مع أياكس، اختار إشراك إسبوزيتو وداڤيدي فراتيسي في التشكيل الأساسي. الفلسفة التدريبية واضحة: المزج بين الخبرة والشباب.
عدم المخاطرة بلاوتارو لم يكن مجرد قرار حذر، بل رسالة واضحة أن إنتر يملك البدائل المناسبة. هذا النهج الذكي في إدارة الجهود سيكون أساسياً في موسم طويل يتطلب الحفاظ على اللياقة والتركيز.
إسبوزيتو والحلم الأوروبي المحقق
فرانشيسكو بيو إسبوزيتو خاض أولى مبارياته كأساسي في دوري الأبطال. إنجاز يحلم به كل لاعب شاب، والمهاجم الإيطالي الواعد وجد نفسه في قلب أهم مسابقة كروية على مستوى الأندية.
الأداء أظهر نضجاً كروياً لافتاً. التحرك بذكاء بين خطوط دفاع أياكس، المشاركة الفعالة في الضغط، والتفاهم مع توران في الخط الأمامي بشّر بولادة شراكة هجومية مهمة. الظهور الأول سيبقى محفوراً في الذاكرة.
توران كان بطل الليلة المطلق. ثنائية في مرمى أياكس، ورفع رصيده إلى خمسة أهداف في أربع مباريات هذا الموسم. النجم الفرنسي، الذي أثار جدلاً بعدم احتفاله بهدفه أمام يوفنتوس، أجاب بأسلوب اللعب والأهداف.
الهدف الأول جاء في نهاية الشوط الأول من ركنية نفذها هاكان تشالهان أوغلو بإتقان. توران ارتفع في الهواء ووجه الكرة بقوة إلى الشباك، تتويجاً لفترة هيمنة واضحة من إنتر.
الشوط الثاني بدأ بالطريقة المثالية. توران سجل هدفه الثاني بطريقة مماثلة للأول. التفاهم مع تشالهان أوغلو في تنفيذ الركلات الثابتة أظهر مستوى التحضير، والاحتفال معاً عكس الروح الجماعية العالية.
قبل الهدف الأول بدقائق كان هناك لحظة حاسمة. هجمة مرتدة لأياكس وصلت إلى جودتس وجهاً لوجه مع يان سومر. الفرصة الذهبية أُضيعت بتسديدة ضعيفة، والرد السريع من إنتر جاء عبر الركنية التي أدت للهدف الأول.
سومر لعب دوراً حاسماً. تدخله في فرصة جودتس كان بمثابة إنقاذ للمباراة. الأداء المستقر والواثق منح الثقة لزملائه للعب بحرية أكبر. واحد من أفضل حراس المرمى في أوروبا أثبت قيمته.
بعد الهدف الثاني، تحولت المباراة إلى تدريب عالي الكثافة. إنتر تحكم بشكل كامل، وكيفو استغل الوضع المريح لإجراء تبديلات تكتيكية ذكية. إراحة النجوم استعداداً للمواجهات القادمة، وإدارة الجهود بطريقة مثالية.
توران تحدث بعد المباراة موضحاً موقفه: “كان علينا أن نرد هكذا بعد مباراة يوفنتوس. فزنا دون أن نتلقى أهدافاً. التفاهم مع إسبوزيتو؟ الآن إيطاليا والعالم كله يعرفه. مع بونيي ولاوتارو، نحن قسم هجومي رائع. عدم احتفالي مع يوفنتوس؟ الناس تفكر ما تريد، لكن الجماهير تعرف أنني سأعطي كل شيء لإنتر.”
التصريحات تؤكد الالتزام التام بألوان إنتر. الإشارة إلى التفاهم مع الزملاء تظهر عمق الخيارات الهجومية، وهذا سيكون سلاحاً مهماً في الموسم الطويل.
الفوز في أمستردام يمنح إنتر انطلاقة مثالية. لكن التحديات الحقيقية تنتظر. العودة إلى الدوري المحلي أمام ساسولو وكالياري ستكون اختباراً لقدرة الفريق على المحافظة على التركيز والأداء العالي.
ثلاث نقاط فقط في الدوري بعد ثلاث جولات تؤكد أن الأولوية القادمة ستكون استعادة الإيقاع المحلي. النجاح الأوروبي مهم، لكن الاستقرار في الدوري أساسي لبناء الثقة والزخم.
ما حققه إنتر في أمستردام كان أكثر من مجرد فوز. بداية جديدة، إعلان عن عودة قوية للمنافسة الأوروبية. توران في قمة جاهزيته، إسبوزيتو مستقبل واعد، وكيفو يملك الحكمة لقيادة الفريق نحو الأهداف الكبيرة.
الليلة في أمستردام كانت مجرد البداية. الرحلة الطويلة نحو المجد الأوروبي بدأت بالخطوة الصحيحة. إنتر عاد ليؤكد أنه يستحق مكانه بين كبار أوروبا، والأحلام الكبيرة تبدو أقرب من أي وقت مضى.


