برشلونة يعلن: باريس سان جيرمان في مونتجويك والعودة للبيت الأصلي تتأجل

برشلونة يعلن: باريس سان جيرمان في مونتجويك والعودة للبيت الأصلي تتأجل

الإعلان جاء كضربة جديدة. برشلونة أكد رسمياً أن مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ستقام في ملعب مونتجويك الأولمبي، وليس في الكامب نو. الحلم المؤجل تحول من مشروع طموح إلى كابوس لوجستي يؤرق الإدارة منذ أكثر من عامين.

مشروع المليار ونصف يورو يواجه تحديات جديدة. برشلونة أغلق أكبر ملعب في أوروبا للتجديدات في مايو 2023، والعودة كانت مفترضة خلال 18 شهراً. لكن النادي ما زال لا يعرف متى سيعود. التأخير المستمر يكشف حجم التحديات في أحد أكبر المشاريع الرياضية.

“يعلن برشلونة أن المباراة الثانية في دور المجموعات أمام بي إس جي ستقام في ملعب لويس كومبانيس الأولمبي”. البيان حمل خيبة أمل واضحة، رغم محاولات إخفائها وراء الكلمات الدبلوماسية. الجماهير تابعت بقلق متزايد، والتكهنات استمرت لأسابيع.

مشروع تطوير الكامب نو بدأ منذ يونيو 2023، لكن الملعب ما زال محظوراً. 1.5 مليار يورو، مبلغ يعادل تقريباً ميزانية دولة صغيرة، يعكس حجم الطموحات لإنشاء ملعب المستقبل.

موعد إعادة الافتتاح من المحتمل أن يُؤجل إلى سبتمبر 2025 بدلاً من مارس 2025. المشروع الذي كان مقرراً افتتاحه في نوفمبر 2024، واجه تحديات، بما في ذلك مشاكل في تركيب أرضية الملعب التي تحتاج ثلاثة أشهر للنمو.

التأخيرات ليست مجرد مشاكل تقنية. تعقيدات مشروع بهذا الحجم تتراوح من الحصول على التراخيص الحكومية، مروراً بالمشاكل التقنية في البناء، وصولاً إلى التحديات المالية التي تواجه النادي.

الانتهاء النهائي مجدول ليونيو 2026، رغم أن النادي يتوقع العودة في سبتمبر 2025، لكن بسعة مخفضة. برشلونة سيضطر للعيش مع حلول مؤقتة لسنوات أخرى قادمة.

مونتجويك: البيت المؤقت الذي أصبح دائماً

ملعب مونتجويك الأولمبي، الذي استضاف أولمبياد 1992، تحول من حل مؤقت إلى بيت ثانوي شبه دائم. الملعب العريق، الواقع على تلة مونتجويك المطلة على المدينة، شهد بعض أفضل لحظات برشلونة الموسم الماضي، لكنه يبقى بديلاً مؤقتاً.

النادي بدأ بالفعل في التحضير. تركيب العشب بدأ هذا الأسبوع، إلى جانب تحضيرات أخرى لضمان جاهزية الملعب للمواجهة الأوروبية. الاستعدادات تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، والقرار لم يكن سهلاً.

السعة المحدودة تبلغ حوالي 55 ألف متفرج، أقل بكثير من السعة المخططة للكامب نو الجديد. فقدان إيرادات كبيرة للنادي، والخسارة المالية تتراكم مع كل مباراة.

برشلونة طلب رسمياً من اليويفا السماح له بالبدء في مونتجويك، ثم الانتقال للكامب نو عندما يصبح جاهزاً. الطلب غير المسبوق يضع اليويفا في موقف صعب.

اليويفا توفر بعض المرونة، لكن أي تغييرات في الملعب ستُنظر فيها فقط بين دور المجموعات ودور خروج المغلوب. هذا يقيد برشلونة بملعب لويس كومبانيس الأولمبي لبقية مباريات 2025 الأوروبية.

السبب وراء التعقيد رغبة اليويفا في منع الفرق من استغلال تغيير الملاعب للحصول على ميزة تنافسية غير عادلة. قوانين وُضعت لمنع التلاعب بظروف اللعب لصالح فرق معينة.

برشلونة يحاول إقناع اليويفا بأن طلبه لا يهدف لأي ميزة رياضية، بل ضرورة حتمية بسبب تأخر الأعمال. النهج الدبلوماسي قد يكون المفتاح للحصول على موافقة القارة العجوز.

التأخير المستمر منع النادي من الحصول على التراخيص اللازمة من مجلس المدينة. رغم أن العودة كانت مُقررة في 29 نوفمبر 2024، الجدول الزمني يبقى غير واضح.

كل مباراة تُلعب خارج الكامب نو تعني فقدان إيرادات ضخمة من بيع التذاكر، المأكولات، والهدايا التذكارية. الخسائر المتراكمة تقدر بعشرات الملايين من اليوروهات سنوياً.

بالإضافة للخسائر المباشرة، تكاليف إضافية لتحضير مونتجويك لكل مباراة مهمة، بما في ذلك النقل، التحضير، والصيانة. التكاليف تتراكم لتصبح عبئاً مالياً إضافياً على نادٍ يعاني أصلاً من ضغوط.

الأمر الأكثر إيلاماً تأثير التأخير على الشركاء التجاريين، خاصة سبوتيفاي التي دفعت مبلغاً ضخماً للحصول على حقوق تسمية الملعب، لكنها لم تحصل بعد على القيمة الكاملة.

“برشلونة يشكر أعضاءه ومشجعيه على التفهم والدعم”. العبارة تحمل اعتذاراً ضمنياً عن التأخير المستمر. الجماهير التي اشترت اشتراكات موسمية للعب في الكامب نو وجدت نفسها مضطرة لتحمل الانتظار لسنة أخرى.

النادي حاول تخفيف الإحباط بمنح الـ16,151 مشترك في مونتجويك لموسمي 2023/24 و2024/25 أولوية شراء تذاكر لمدة 24 ساعة. لكن هذا لا يعوض خيبة الأمل العميقة.

مواجهة بي إس جي ستكون اختباراً مزدوجاً. التعامل مع ضغط المواجهة ضد أحد أقوى الفرق الأوروبية، واللعب في ملعب يبقى أقل من طموحات مباراة بهذا المستوى.

الجانب الإيجابي أن برشلونة تأقلم جيداً مع مونتجويك الموسم الماضي. النتائج كانت مبهرة، والعروض مميزة. اللاعبون يعرفون خصائص الملعب، والجماهير تعودت على الأجواء.

مواجهة بي إس جي ولويس إنريكي ستكون محملة بالعواطف. المدرب السابق لبرشلونة يعرف النادي والمدينة جيداً، وهذا يضيف بُعداً تكتيكياً ونفسياً إضافياً.

رغم التحديات، مشروع الكامب نو الجديد واحد من أكثر المشاريع الرياضية طموحاً. الملعب المكتمل سيضم حوالي 105 آلاف مقعد، مع تقنيات متطورة وتجربة مشاهدة لا مثيل لها.

التصميم الجديد يشمل سقفاً قابلاً للطي، شاشات عملاقة، وأنظمة صوتية متطورة. بالإضافة لمساحات تجارية ومطاعم وفنادق، وجهة سياحية ورياضية متكاملة. الرؤية الطموحة تبرر جزئياً التأخيرات، والهدف إنشاء ملعب يصمد لعقود قادمة.