ثلاث نقاط ثمينة لمانشستر سيتي من معقل برينتفورد بهدف وحيد، لكن الفرحة اختلطت بالقلق. الأداء كان باهتاً، والإصابة المقلقة لرودري حولت الانتصار إلى مصدر توتر في معسكر السماوي.
تسع دقائق كافية للآلة النرويجية
إيرلينج هالاند لا يحتاج وقتاً طويلاً. تسع دقائق فقط ليترك بصمته القاتلة. استغل خطأً دفاعياً من فان دين بيرغ، تخلص منه بقوته البدنية المعهودة، ثم أطلق صاروخاً لا يُرحم استقر في الشباك.
النرويجي البالغ 24 عاماً يواصل تأكيد مكانته كأحد أخطر المهاجمين في أوروبا. القدرة على تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف قاتلة أصبحت علامته التجارية منذ انضمامه للسيتي صيف 2022.
تعديلات غوارديولا بعد تعادل موناكو
بيب غوارديولا أجرى تغييرين عن مباراة دوري الأبطال أمام موناكو (2-2). ماتيوس نونيش وبوب حلّا مكان جون سطونز وبرناردو سيلفا، في محاولة لإضفاء ديناميكية أكبر على الوسط والهجوم.
لكن النتيجة؟ سيطرة عقيمة. السيتي امتلك الكرة لفترات طويلة، لكن الترجمة الهجومية جاءت محدودة رغم الهدف المبكر.
فرص مهدرة تكشف المشكلة
فيل فودن أهدر فرصة واعدة في الدقيقة 19، راينديرز ضيّع فرصتين ذهبيتين في الدقيقتين 30 و40. الهدر الواضح يكشف مشكلة تكتيكية يعاني منها السيتي هذا الموسم: خلق الفرص دون حسم كافٍ أمام المرمى.
برينتفورد اعتمد خطة واضحة من المدرب توماس فرانك: دفاع مكثف وهجمات مرتدة سريعة. التشكيلة ضمت لاعبي البوندسليغا السابقين فان دين بيرغ (ماينز) وشادي (فرايبورغ)، في محاولة لاستغلال الخبرة الألمانية.
الهجمات المرتدة افتقرت للدقة. كلما حصل برينتفورد على الكرة في مناطق خطرة، جاء القرار الأخير خاطئاً أو التمريرة غير دقيقة. انتهى الشوط الأول دون أي تدخل يُذكر من دونارومّا.
دونارومّا ينقذ السيتي بقدمه
الشوط الثاني بدأ بصدمة. كرة طويلة فتحت دفاع السيتي بالكامل، وإيغور تياغو وجد نفسه وجهاً لوجه مع دونارومّا في الدقيقة 50. رد فعل الحارس الإيطالي السريع بقدمه أنقذ الشباك من هدف التعادل المحقق.
الموقف كشف الهشاشة الدفاعية التي يعاني منها السيتي، خاصة في الكرات الطويلة والمساحات الخلفية. دونارومّا، البديل الجديد لإيدرسون، أثبت قيمته رغم قلة مشاركاته.
ركود وتكرار في وسط الملعب
بعد فرصة تياغو، دخلت المباراة حالة ركود. معظم الأحداث تركزت في منتصف الملعب، والسيتي فقد قدرته على اختراق الدفاع المنظم. الحركة الهجومية أصبحت بطيئة ويمكن التنبؤ بها.
برينتفورد أحصى تسديدات أكثر في الشوط الثاني، لكنها جاءت من مسافات بعيدة أو في زوايا غير خطرة. لم يُجبر أي تسديد دونارومّا على أداء استثنائي، ما يعكس عُقم الأداء الهجومي.
مع مرور الوقت، تحول تركيز غوارديولا من البحث عن هدف ثانٍ إلى الحفاظ على النتيجة. السماوي استعادوا السيطرة على الكرة وأداروا الدقائق الأخيرة بحرفية، مستفيدين من خبرتهم الواسعة.
رودري يُغادر: القلق الأكبر
الجانب المظلم للفوز؟ إصابة رودري. محور الارتكاز والعقل المدبر لخط الوسط اضطر للخروج في الشوط الأول بعد شعوره بألم واضح.
رودري يُمثل أهمية قصوى لمنظومة غوارديولا. الحاصل على الكرة الذهبية 2024 هو العمود الفقري لكل شيء – الهجوم والدفاع. معدل فوز السيتي مع وجوده يتجاوز 75%، وينخفض بشكل ملحوظ في غيابه.
منذ انضمامه من أتلتيكو مدريد عام 2019، أصبح القطعة الأساسية في تشكيلة غوارديولا. قدرته على قطع الكرات، توزيع اللعب بدقة، والمساهمة في الضغط المتقدم تجعله لاعباً لا يُعوّض بسهولة.
الإصابة تُثير المخاوف مع كثافة الجدول القادم. غوارديولا سيحتاج حلولاً تكتيكية سريعة، ربما كوفاسيتش أو جونداس كبديل في هذا المركز الحساس.
أرقام تكشف السيطرة العقيمة
استحواذ السيتي تجاوز 65%، مع أكثر من 600 تمريرة ناجحة مقابل أقل من 300 لبرينتفورد. لكن هذه السيطرة لم تترجم لفرص كافية – 4 تسديدات على المرمى فقط.
هالاند لمس الكرة 28 مرة فقط، رقم منخفض لمهاجم في فريق يستحوذ بهذا الشكل. يعكس الصعوبات في إيصال الكرة إليه وسط الكتلة الدفاعية المكثفة.
برينتفورد: صلابة تستحق الإشادة
برينتفورد قدم أداءً دفاعياً منضبطاً. 24 مقاطعة ناجحة و18 كرة مُبعدة، محافظاً على تنظيمه رغم الضغط المستمر. توماس فرانك نجح في جعل فريقه صعب المراس أمام الكبار.
الفريق المضيف كان على بُعد سنتيمترات من خطف نقطة، لولا تدخل دونارومّا الحاسم ودقة هالاند القاتلة في البداية.
ثلاث نقاط بطعم المرارة
الفوز يُبقي السيتي في المنافسة على اللقب، لكن مستوى الأداء والإصابات المتزايدة تُثير التساؤلات. غوارديولا يدرك أن فريقه بحاجة لتحسين ملحوظ في الحسم الهجومي والانضباط الدفاعي.
المرحلة المقبلة ستكشف مدى تأثير غياب رودري، وما إذا كان هالاند قادراً على مواصلة إنقاذ الفريق بأهدافه الحاسمة رغم محدودية الفرص.


