هالاند يسجل ثنائية قاتلة لكن دير يفسد الاحتفال في موناكو
نود إعلامكم بأننا نعتمد حالياً على الصور المجانية بشكل مؤقت، وذلك إلى حين الحصول على الموافقات الرسمية المتعلقة برخص استخدام صور الفرق واللاعبين من الجهات المختصة. شاكرين لكم تفهّمكم.

هالاند يسجل ثنائية قاتلة لكن دير يفسد الاحتفال في موناكو

النرويجي يعزز مكانته بين الأساطير رغم التعادل المخيب

لم تكن ليلة مثالية لـ إيرلينج هالاند في إمارة موناكو، رغم أن النجم النرويجي أضاف هدفين جديدين لرصيده الخرافي في دوري الأبطال. التعادل 2-2 الذي فرضه أصحاب الأرض بفضل ركلة جزاء متأخرة نفذها إريك دير في الدقيقة 90، حرم السيتيزنز من انتصار بدا محسومًا لفترات طويلة من المواجهة على ملعب لويس الثاني.

السياق الرقمي للقاء يكشف عن هيمنة واضحة للفريق الإنجليزي طوال الشوط الأول، حيث سيطر رجال بيب غوارديولا على 71% من الاستحواذ وفازوا بـ 56% من المبارزات الفردية، لكن كرة القدم ليست دائمًا لعبة إحصائيات جافة.

هالاند في مطاردة ميسي ورونالدو

الآلة الهدافية النرويجية تواصل كتابة التاريخ. في مباراة نابولي الافتتاحية، بلغ هالاند هدفه الخمسين في دوري الأبطال خلال مباراته رقم 49 فقط – رقم قياسي لم يحققه أي لاعب آخر بهذه السرعة المذهلة. بيب غوارديولا لم يتردد في وضعه على نفس المستوى مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وهو تصريح قد يبدو جريئًا لكن الأرقام تدعمه بقوة.

الفارق العددي لا يزال شاسعًا بالطبع: ميسي سجل 129 هدفًا في المسابقة الأوروبية العريقة، بينما يتصدر رونالدو القائمة برصيد 140 هدفًا. لكن هالاند يبلغ من العمر 25 عامًا فقط، وبهذا المعدل الصاروخي، فإن اللحاق بالأسطورتين لم يعد أمرًا مستحيلًا.

في موناكو، أثبت المهاجم الجسور قدرته على التنويع. هدفه الأول (الدقيقة 15) جاء بتقنية راقية، حيث استقبل تمريرة ذكية من يوسكو غفارديول ليرفع الكرة بأناقة فوق حارس موناكو فيليب كون – “شيب” محسوب بدقة هندسية.

التسجيل في موناكو يعني أيضًا استمرار سلسلة مذهلة: مانشستر سيتي سجل في 29 مباراة من آخر 31 مواجهة أوروبية، استمرارية هجومية تعكس فلسفة غوارديولا الواضحة.

تيزي يوقظ الآمال ثم هالاند يعود بقوة

الرد الموناكوي لم يتأخر كثيرًا. جوردان تيزي أطلق صاروخًا من مسافة 18 مترًا استقر في الزاوية اليسرى (الدقيقة 18)، تسديدة قوية أعادت التوازن مؤقتًا وأشعلت جماهير الإمارة. لكن التوازن كان وهميًا.

الدفاع الموناكوي وجد نفسه تحت ضغط متواصل. فيل فودن اصطدم بالعارضة في الدقيقة 33، ثم تحول فيليب كون إلى بطل حقيقي بتصديات رائعة أمام أو’رايلي (37) ورينديرز، قبل أن يفشل هالاند في استغلال كرة مرتدة من زاوية ضيقة أرسلها للشباك الخارجية (42).

لكن النرويجي لم ييأس. قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، ارتفع هالاند بطريقته المميزة ليلتقي بعرضية أو’رايلي من الجهة اليسرى، ويسجل هدفًا رأسيًا أعاد تقدم الضيوف 2-1 (الدقيقة 44). قفزة نموذجية تعكس قدراته البدنية الاستثنائية وتوقيته المثالي.

التعديلات التكتيكية وفلسفة المدربين

آدي هوتر، المدير الفني للموناكو، أدخل خمسة تغييرات على تشكيلته بعد الهزيمة المخيبة 1-3 أمام لوريان: سليسو، دياتا، أكليوش، أنسو فاتي، وبالوغون دخلوا بدلاً من ماويسا، ميناميونو، كايو هنريكي، إيلينيخينا، وبيريث. قرار جريء يعكس رغبة في استعادة التوازن والصلابة الدفاعية.

في المقابل، بيب غوارديولا اكتفى بثلاثة تغييرات فقط بعد الفوز الكاسح 5-1 على بيرنلي: ستونز، رودري، وبرناردو سيلفا حلوا محل ماتيوس نونيش، نيكو، وسافينيو. استقرار تكتيكي يعكس ثقة المدرب الكتالوني في مجموعته الأساسية.

الشوط الثاني: موناكو يرفع المخاطرة

بعد استراحة المنتصف، تبدل السيناريو تدريجيًا. موناكو قرر رفع وتيرة الضغط وزيادة المغامرة الهجومية، وهو قرار أنتج فرصًا حقيقية: بالوغون (55)، أكليوش (59)، وكوليبالي (60) أهدروا فرصًا واعدة كان بإمكانها تغيير مجرى اللقاء.

على الطرف الآخر، كان رد السيتي قويًا: رينديرز سدد كرة ارتطمت بالعارضة للمرة الثانية (الدقيقة 73)، ثم أضاع هالاند فرصة ثالثة أمام كون (74). فرص ذهبية لحسم النتيجة مبكرًا، لكن الإسراف الهجومي سيكلف الفريق غاليًا.

الدراما الختامية: نيكو يتسبب في الكارثة

مانشستر سيتي دخل في وضعية الإدارة الدفاعية، محاولًا الحفاظ على التقدم بالتحكم في الإيقاع وتمرير الوقت. استراتيجية قد تنجح في مباريات الدوري المحلي، لكنها محفوفة بالمخاطر في دوري الأبطال.

الدقيقة 85 شهدت أولى علامات الانهيار: نيكو أنقذ فريقه بتدخل رائع أمام كابرال، لكن الحارس الإسباني ارتكب خطأً فادحًا بعدها بدقيقة واحدة. أولاً تسبب في ضربة حرة على إيدومبو، ثم أسقط دير داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 86.

الحكم خيسوس خيل مانزانو احتاج لمراجعة تقنية الفيديو قبل احتساب الركلة وسط جدل واحتجاجات عنيفة من لاعبي السيتي. لكن القرار كان صحيحًا، ودير لم يُضِع الفرصة: تسديدة محكمة في الزاوية اليمنى السفلية أدركت التعادل 2-2 في الدقيقة 90.

قراءة تكتيكية للمواجهة

سيطرة سيتي لم تكن مطلقة كما توحي الأرقام. نعم، الاستحواذ كان لصالح الإنجليز بشكل ساحق، لكن لعب موناكو العمودي السريع خلق صعوبات حقيقية لدفاع غوارديولا في عدة مناسبات.

فيليب كون كان العامل الحاسم في بقاء فريقه حيًا، بتصديات حاسمة منعت السيتي من حسم النتيجة مبكرًا. الحارس الألماني قدم عرضًا يستحق الإشادة أمام واحد من أفضل الهجمات في أوروبا.

النقطة الثمينة وحسابات المجموعات

التعادل يمنح موناكو نقطة قيّمة في سياق منافسة المجموعة، خاصة بعد الهزيمة المحلية المخيبة. بينما يشعر مانشستر سيتي بالإحباط لضياع نقطتين كانتا في الجيب، خاصة مع الهيمنة الواضحة طوال معظم المباراة.

يوم الأحد القادم سيشهد عودة الفريقين للمنافسات المحلية: موناكو يستضيف أوجي سي نيس في الساعة 17:15، بينما ينتقل السيتيزنز لمواجهة برينتفورد بعد ربع ساعة، في رحلة تمتد 1400 كيلومتر شمال غرب الإمارة.