كارفاخال على حافة الهاوية: إيقاف محتمل لثلاث مباريات بعد لحظة جنون أمام مارسيليا
الدقيقة 69 في برنابيو. داني كارفاخال، قائد ريال مدريد وأحد أعمدة الدفاع، فقد أعصابه. ضربة رأس مباشرة في وجه جيرونيمو رولي، حارس مارسيليا. الحكم البوسني إرفان بيلتو لم يلاحظ الحادثة في البداية، لكن تقنية الفيديو لا ترحم. مراجعة سريعة، ثم بطاقة حمراء مباشرة. الآن، كارفاخال ينتظر حكماً قد يحرمه من دوري الأبطال لشهرين كاملين.
كلمات الحكم ستحدد المصير
كل شيء يتوقف على تقرير الحكم البوسني ووصفه للحادثة. لائحة اليويفا الانضباطية واضحة، لكنها تترك مساحة للتفسير:
السيناريو الأفضل: إذا اعتبر الحكم الفعل “سلوكاً غير رياضي خطير”، فالعقوبة ستكون مباراتين إيقاف فقط. تطبيق المادة 15 – الفقرة د من اللائحة.
السيناريو الأسوأ: إذا وُصفت الحادثة كـ”اعتداء مباشر”، العقوبة تقفز لثلاث مباريات كحد أدنى، وقد تزيد حسب خطورة الفعل. المادة 15 – الفقرة هـ تنص بوضوح: “الإيقاف لثلاث مباريات أو لفترة محددة للاعتداء على لاعب آخر.”
الفرق بين الوصفين كبير – مباراة إضافية تعني غياباً عن مواجهة حاسمة أمام ليفربول في أنفيلد. الكلمات التي سيختارها الحكم في تقريره ستحدد مصير كارفاخال للشهرين المقبلين.
جدول المواعيد القاتل: غياب حتى الشتاء
إذا تحقق السيناريو الأسوأ – وهو الأرجح بالنظر لطبيعة الحادثة – فكارفاخال لن يعود لدوري الأبطال حتى 10 ديسمبر في مواجهة مانشستر سيتي على أرض البرنابيو. المباريات التي سيفوتها:
- أواخر سبتمبر: كايرات (خارج الأرض)
- 22 أكتوبر: يوفنتوس (البرنابيو)
- 4 نوفمبر: ليفربول (أنفيلد)
شهران كاملان في المنفى الأوروبي. ثلاث مواجهات حاسمة، واحدة منها على الأقل (ليفربول) قد تحدد مسار الفريق في البطولة. كارفاخال، الذي اعتاد أن يكون الركيزة الدفاعية والقائد الميداني، سيشاهد كل هذا من المدرجات.
الأسوأ؟ مواجهة يوفنتوس في البرنابيو – ذكرى مؤلمة من الماضي القريب. ومواجهة ليفربول في أنفيلد – واحدة من أصعب الملاعب في أوروبا. غياب كارفاخال في هاتين المباراتين تحديداً قد يكون كارثياً.
عاصفة مثالية من الغيابات الدفاعية
لو كانت هذه المشكلة الوحيدة، لكان الوضع أفضل. لكن دفاع ريال مدريد يعاني من أزمة حقيقية:
- ترينت ألكسندر أرنولد: مصاب لمدة 6-8 أسابيع (تمزق عضلي)
- أنطونيو روديجر: يعاني من مشاكل بدنية متكررة
- كارفاخال: مهدد بإيقاف أوروبي طويل
ثلاثة من الأعمدة الدفاعية الأساسية غائبون أو مهددون بالغياب في نفس الفترة. تشابي ألونسو يواجه كابوساً حقيقياً في التخطيط للمباريات الأوروبية المقبلة.
الحلول المتاحة؟ محدودة وغير مريحة:
- الاعتماد على لاعبي الأكاديمية: مخاطرة كبيرة في مباريات بحجم يوفنتوس وليفربول
- تجريب تشكيلات دفاعية مختلفة: قد يخل بالتوازن التكتيكي للفريق
- إعادة تأهيل لاعبين في مراكز جديدة: يحتاج وقتاً لا يملكه ألونسو
ألونسو نفسه اعترف بعد مباراة مارسيليا: “سيتوجب علينا أن نكون مبدعين.” عبارة تحمل قلقاً واضحاً من مدرب يدرك حجم التحدي القادم.
درس قاسٍ في ضبط النفس
كارفاخال ليس لاعباً معروفاً بالعنف أو الانفعالات الطائشة. على العكس، سجله التأديبي عبر السنوات نظيف نسبياً. لكن لحظة واحدة من فقدان السيطرة كافية لتدمير شهرين من العمل.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي دفع قائد الريال المخضرم لهذا التصرف؟ الضغط النفسي؟ استفزاز من الخصم؟ إحباط من مجريات المباراة؟
مهما كان السبب، النتيجة واحدة – كارفاخال سيدفع ثمناً باهظاً لهذه اللحظة. وريال مدريد بأكمله سيدفع معه.
الدرس واضح لكل لاعب في أي مستوى: المحافل الكبيرة لا تسامح. لحظة غضب واحدة قد تكلف فريقك نقاطاً ثمينة، وقد تكلفك أنت مشاركتك في أهم المباريات.
الساعات القادمة: انتظار مؤلم
تقرير الحكم البوسني سيصل خلال الأيام القادمة للجنة الانضباط في اليويفا. الكلمات المختارة في ذلك التقرير ستحدد ما إذا كان كارفاخال سيعود في أكتوبر أم ديسمبر.
إدارة ريال مدريد تدرس احتمالية الاستئناف، لكن فرص نجاحه ضئيلة. الفيديو واضح، والفعل لا يحتمل كثيراً من التأويل. ضربة رأس مباشرة ليست سلوكاً يمكن الدفاع عنه بسهولة.
في غضون ذلك، ألونسو يخطط لمباراة كايرات بدون كارفاخال. ثم يفكر في يوفنتوس، وبعدها ليفربول. كل مباراة تحتاج حلاً دفاعياً مختلفاً، وكل حل يحمل مخاطره الخاصة.


