ريال مدريد يتصدر تاريخ دوري أبطال أوروبا في ركلات الجزاء المحتسبة لصالحه

ريال مدريد يتصدر تاريخ دوري أبطال أوروبا في ركلات الجزاء المحتسبة لصالحه

ريال مدريد يتصدر قائمة ركلات الجزاء في دوري الأبطال: رقم قياسي وسط عاصفة من الجدل

ليلة أخرى في برنابيو، فوز آخر، وجدل آخر. ريال مدريد تغلب على مارسيليا 2-1 بهدفي مبابي من ركلتي جزاء، لكن الحديث بعد المباراة لم يكن عن الأداء أو النتيجة بقدر ما كان عن رقم إحصائي جديد: 63 ركلة جزاء لصالح الملكي في تاريخ دوري الأبطال، متجاوزاً بايرن ميونخ الذي يملك 62 ركلة.

ركلة جزاء مثيرة للجدل تكتب التاريخ

الركلة الثانية، التي احتُسبت بسبب لمسة يد فاكوندو مدينا، كانت كافية لإشعال الأوساط الكروية الفرنسية والأوروبية. روبرتو دي زيربي، مدرب مارسيليا، لم يخفِ استياءه: “ركلة الجزاء الثانية كانت مخجلة نوعاً ما، وسأقول هذا حتى لو احتُسبت لصالحي.”

تصريح صريح يعكس إحباط الطاقم الفني الفرنسي. مهدي بن عطية، المدير الرياضي لمارسيليا، ذهب أبعد من ذلك: “إنها ركلة جزاء صعبة الهضم، لكنني عشت هذا الشعور هنا منذ سبع سنوات مع يوفنتوس في 2018. نفس الإحساس المرير.”

اللمسة كانت طفيفة، الحكم احتاج تقنية الـVAR لاتخاذ القرار، والنتيجة؟ ريال مدريد يضيف رقماً قياسياً جديداً لمجموعته الضخمة من الأرقام في دوري الأبطال.

الترتيب الكامل: المدريد يتصدر

أليكسيس ماريا مارتين-تامايو بلاسكيز، المعروف بـ”مستر تشيب”، وثّق الرقم فوراً عبر منصة إكس. الترتيب الحالي للأندية الأكثر حصولاً على ركلات جزاء في تاريخ البطولة:

  1. ريال مدريد – 63 ركلة جزاء
  2. بايرن ميونخ – 62 ركلة جزاء
  3. برشلونة – 56 ركلة جزاء
  4. مانشستر سيتي – 37 ركلة جزاء
  5. آرسنال – 36 ركلة جزاء

رقم كبير، لكنه يأتي في سياق طبيعي. ريال مدريد يملك 15 لقباً في دوري الأبطال – أكثر من أي نادٍ آخر. حضوره الطويل في البطولة، مشاركاته المتكررة في الأدوار النهائية، وأسلوب لعبه الهجومي الجريء، كلها عوامل تفسر هذا الرقم.

لكن هل الرقم عادل؟ هذا سؤال آخر تماماً.

خبراء التحليل التكتيكي يشيرون لنقطة واضحة: فلسفة ريال مدريد ترتكز على الهجوم السريع، الاختراق المباشر لمناطق الجزاء، ووضع الضغط المستمر على الدفاعات. هذا الأسلوب يجعل المدافعين في حالة توتر دائم، وبالتالي أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء.

من كريستيانو رونالدو إلى بنزيما، وصولاً لمبابي الآن – النجوم الذين يرتدون القميص الأبيض يتميزون بقدرتهم على جذب الأخطاء داخل المنطقة. رونالدو تحديداً كان خبيراً في استدراج المدافعين للتدخلات الخاطئة.

لكن في المقابل، منتقدو المدريد يرون أن هناك “محاباة تحكيمية” خفية تلعب دورها. برنابيو ليلاً، الجماهير المئة ألف، التاريخ الثقيل للنادي – كلها عوامل قد تؤثر نفسياً على الحكام، حتى لو بشكل غير واعٍ.

تقنية الـVAR: نعمة أم نقمة؟

دخول تقنية حكم الفيديو المساعد غيّر قواعد اللعبة تماماً. أخطاء صغيرة كانت تمر دون ملاحظة في الماضي أصبحت الآن تُفحص بدقة متناهية. لمسات اليد الطفيفة، الإمساك الخفيف، التدخلات البسيطة – كلها أصبحت قابلة للكشف والاحتساب.

هذا يفسر جزئياً الارتفاع في عدد ركلات الجزاء المحتسبة في السنوات الأخيرة، ليس فقط لريال مدريد بل لجميع الأندية الكبرى. التكنولوجيا جعلت اللعبة أكثر عدالة من ناحية، لكنها أيضاً فتحت باب التفسيرات والجدالات من ناحية أخرى.

ركلة جزاء مدينا المثيرة للجدل ما كانت لتُحتسب قبل 10 سنوات. اللمسة كانت غير مقصودة، اليد في وضع طبيعي نسبياً، لكن القانون الحالي صارم: اليد لمست الكرة داخل المنطقة، إذاً ركلة جزاء. منطق جامد لا يترك مساحة للتقدير البشري.

الصحافة الإسبانية احتفت بالرقم الجديد باعتباره دليلاً إضافياً على عظمة النادي وهيمنته التاريخية. “رقم قياسي آخر للملكي”، “لا أحد يضاهي المدريد في أوروبا” – عناوين تعكس الفخر المحلي.

في فرنسا، القصة مختلفة تماماً. الإعلام الفرنسي ركز على الظلم التحكيمي، واصفاً الركلة الثانية بـ”السرقة المكشوفة”. بعض المحللين ذهبوا لحد التشكيك في نزاهة البطولة نفسها عندما يتعلق الأمر بالأندية الكبرى.

الصحافة الألمانية، من جهتها، تناولت الموضوع بنظرة أكثر حيادية. بايرن ميونخ خسر الصدارة، لكنه يبقى ثاني أكثر نادٍ استفادة من ركلات الجزاء، وهو إنجاز بحد ذاته يعكس حضوره القوي في البطولة.

63 ركلة جزاء عبر التاريخ – رقم ضخم يعكس حضوراً طويلاً ومستمراً في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية. لكنه أيضاً رقم يفتح باب النقاش حول العدالة التحكيمية والمحاباة المحتملة للأندية الكبرى.

ريال مدريد يدافع عن نفسه بأسلوب لعبه الهجومي ونجومه القادرين على خلق الفرص. المنتقدون يشيرون لقرارات تحكيمية مشكوك فيها تكررت عبر السنوات. الحقيقة، كالعادة، في مكان ما بين الطرفين.

ما هو مؤكد: مع استمرار تطور التقنية التحكيمية وازدياد دقة القرارات، هذه الأرقام ستستمر في الارتفاع. برشلونة بـ56 ركلة، مانشستر سيتي بـ37 – جميعهم يطاردون القمة.

المستقبل سيخبرنا إذا كان هذا الرقم القياسي بداية فجوة لا تُردم، أم مجرد محطة مؤقتة في سباق طويل بين عمالقة القارة العجوز.