الإيطالي دوناروما  يحصل على جائزة ياشين في حفل الكرة الذهبية 2025

الإيطالي دوناروما يحصل على جائزة ياشين في حفل الكرة الذهبية 2025

جانلويجي دوناروما يضع حداً لهيمنة إميليانو مارتينيز. الحارس الإيطالي فاز بجائزة ياشين للمرة الثانية في مسيرته بعد موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي في صفقة مثيرة للجدل. “جيجيو” البالغ 26 عاماً يعود بقوة إلى قمة الحراسة العالمية، مؤكداً أن 2021 لم تكن مجرد صدفة.

موسم خرافي أعاد رسم المسار

47 مباراة مع باريس الموسم الماضي، تصديات حاسمة في اللحظات الفارقة، ومساهمة كبيرة في حصد خمسة ألقاب كان أبرزها دوري أبطال أوروبا. دوناروما لم يكن مجرد حارس ينفذ المطلوب، بل نجم فرض نفسه في أصعب المواجهات.

لويس إنريكي وصفه بـ”العملاق” بعد مباراة نصف النهائي أمام أرسنال. التصديات أمام مارتينيلي وتروسارد لم تكن عادية – يد واحدة منخفضة نحو اليسار، بسرعة خاطفة، في لحظات قد تكلف البطولة بأكملها. هذا النوع من العروض يصنع الفارق بين حارس جيد وآخر عالمي.

الأرقام تدعم الكلام. شباك نظيفة في المباريات الحاسمة، تصديات حاسمة في الوقت المناسب، وحضور طاغٍ تحت العارضة جعل منه الخيار الأول للجائزة. التصويت حسم الأمر: دوناروما أولاً، أليسون بيكر ثانياً، يان زومر ثالثاً، وتيبو كورتوا رابعاً.

من الجدل إلى السيتي

القصة لم تخل من الدراما. بداية موسم 2024-25 مع باريس شهدت انتقادات لأدائه في بعض المباريات الكبيرة. النقاد كانوا حاضرين، والأنظار مسلطة على كل حركة. لكن “جيجيو” رد بأفعاله، ليس بكلامه.

ثم جاءت المفاجأة: الانتقال إلى مانشستر سيتي في الصيف الماضي وسط توترات مع إدارة باريس. ناصر الخليفي، رئيس النادي الفرنسي، بدا بارداً تجاه فوز حارسه السابق بالجائزة. التفاصيل لم تُكشف بالكامل، لكن التوتر واضح.

دوناروما نفسه تجنب ذكر باريس في كلمته عند تسلم الجائزة. ركز على شكر مانشستر سيتي الذي انضم إليه منذ شهر واحد فقط، وعائلته التي وقفت بجانبه في أصعب اللحظات. “إنه لشرف عظيم أن أتلقى هذه الجائزة. أركز الآن على مغامرتي الجديدة مع السيتي. لدينا أهداف كثيرة نريد تحقيقها”.

الغياب الواضح لأي إشارة لباريس يحكي قصة أعمق من مجرد انتقال رياضي. هذا توتر مؤسساتي وشخصي في آن واحد.

أرقام تتحدث عن نفسها

مع مانشستر سيتي، دوناروما حافظ على شباكه نظيفة بنسبة 100% في المباريات التي خاضها. عرضه أمام أرسنال في التعادل 1-1 كان مهيمناً، وأكد أن الانتقال لن يؤثر على مستواه.

في ميلان، خاض 251 مباراة، محققاً 88 شباكاً نظيفة. ساهم في وصول النادي للمركز الثاني في الدوري الإيطالي والتأهل لدوري الأبطال لأول مرة منذ 2014. مع باريس وميلان والمنتخب الإيطالي، حصد 12 لقباً كبيراً. ليس حارساً عادياً، بل نجم يصنع الفارق.

مع الأزوري: القيادة والإنقاذ

في يورو 2024، قاد دوناروما المنتخب الإيطالي كقائد. أنقذ ركلة جزاء من لوكا مودريتش في المباراة الأخيرة من دور المجموعات أمام كرواتيا، مساهماً في تأهل الأزوري لدور الستة عشر. لحظات كهذه تحدد مصير البطولات، و”جيجيو” يعرف كيف يتألق فيها.

جائزة ياشين: إرث من الإبداع

الجائزة سُميت تيمناً بالأسطورة السوفيتية ليف ياشين، الحارس الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية في التاريخ. “النمر الأسود” وضع معياراً صعباً لكل من جاء بعده، ودوناروما يسير على خطاه.

منذ انطلاقها في 2019، شهدت الجائزة تنوعاً في الفائزين. أليسون بيكر فاز بها عام 2019 بعد دوري الأبطال مع ليفربول. دوناروما حصل عليها أول مرة عام 2021 بعد يورو 2020. كورتوا فاز بها عام 2022 بعد نهائي الأبطال التاريخي. مارتينيز هيمن عامي 2023 و2024 متتالياً. والآن دوناروما يعود ليوازي الأرجنتيني بفوزين لكل منهما.

السيتي: فصل جديد من التحديات

مانشستر سيتي يراهن على خبرة دوناروما وقدراته الاستثنائية لمواصلة الهيمنة المحلية والأوروبية. البريميرليغ تنافسية للغاية، ودوري الأبطال لا يرحم الأخطاء. لكن “جيجيو” أثبت أنه يتألق تحت الضغط.

النادي الإنجليزي يبحث عن الاستقرار في الحراسة بعد سنوات من التجارب. دوناروما قد يكون الحل طويل المدى، خاصة أنه لا يزال في الـ26 من عمره فقط. الأفضل قد يكون أمامه.

الطريق إلى القمة محفوف بالتحديات

رحلة دوناروما من ميلان إلى باريس ثم السيتي تعكس طموحاً لا يتوقف. الجدل رافقه، النقد طارده، لكنه رد في كل مرة بأداء يفرض الاحترام. فوز ثانٍ بجائزة ياشين ليس مجرد تتويج فردي، بل تأكيد على مكانته في نخبة الحراسة العالمية.

إميليانو مارتينيز هيمن عامين متتالياً، لكن الإيطالي يعود الآن ليفتح صفحة جديدة من المنافسة. من سيحسم الصراع في السنوات القادمة؟ الوقت وحده سيجيب، لكن دوناروما أثبت أنه لا ينوي التنازل عن عرشه بسهولة.