باريس سان جيرمان يبهر أوروبا برباعية في شباك أتالانتا

باريس سان جيرمان يبهر أوروبا برباعية في شباك أتالانتا

الباركيه شهد ليلة استثنائية. باريس سان جيرمان، بطل أوروبا المُتوج حديثاً، سحق أتلانتا برغامو 4-0 في افتتاحية الموسم الجديد من دوري الأبطال. الرسالة واضحة للقارة العجوز: “نحن هنا، وجئنا للبقاء”.

الفوز لم يكن مجرد انتصار عادي، بل إعلان رسمي أن الفريق الباريسي لم يفقد جوعه للانتصارات رغم حصوله على اللقب منذ ثلاثة أشهر ونصف فقط. التفوق على الضيوف الإيطاليين جاء في مزيج رائع من الفن الكروي والهيمنة التكتيكية.

منذ الدقائق الأولى، الخطة المحكمة كانت واضحة. الضغط العالي والاستحواذ المنظم حوّلا حياة لاعبي أتلانتا إلى جحيم. ماركينيوس، الكابتن ورمز الثبات، افتتح مهرجان الأهداف بعد ثلاث دقائق فقط. البداية المثالية.

اللافت ليس فقط سرعة التسجيل، بل القدرة على خنق الخصم تكتيكياً. أتلانتا لم يحصل على أي فرص حقيقية للتنفس، والصورة كانت واضحة: فريق يعرف تماماً ما يريده ويملك الأدوات لتنفيذه.

خفيتشا كفاراتسخيليا كان الفنان الحقيقي. النجم الجورجي، الذي عانى من إصابة مؤخراً، أعاد تأكيد مكانته كواحد من أفضل اللاعبين في العالم. هدفه الرائع في الدقيقة 40 جاء بعد لعبة فردية خالصة، قذيفة يمينية لا تُصد في المرمى.

نونو مندش قدم عرضاً فنياً آخر. الظهير الأيسر البرتغالي تحول إلى جناح مهاجم حقيقي، وفي الدقيقة 51 سجل بتسديدة محكمة اخترقت القائم الأول لحارس أتلانتا. المشهد سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق الكرة الجميلة.

إصابات تُقلق لويس إنريكي

رغم الفرحة، لحظات قلق حقيقي في معسكر باريس. جواو نيفيس خرج مصاباً في الدقيقة 58 بعد تصادم مع ماريو باساليتش. المخاوف جدية، خاصة مع اقتراب الكلاسيكو أمام مارسيليا يوم الأحد.

الإصابة في توقيت صعب لأنخيل لويس إنريكي، الذي يعاني أصلاً من غياب عثمان ديمبلي وديزيري دووي. القدرة على إدارة هذه الأزمة ستكون اختباراً حقيقياً لعمق التشكيلة وذكاء المدرب.

ماركو كارنيسيكي، حارس أتلانتا، كان استثنائياً. لولا تألقه، لكانت النتيجة أكثر قسوة. تدخلاته أمام نونو مندش، أشرف حكيمي، وفابيان رويز في الدقائق الأولى منعت باريس من حسم المباراة مبكراً.

أداء الحارس الإيطالي يؤكد أن الكرة الإيطالية ما زالت تنتج حراساً من طراز عالمي. لكن حتى تألقه لم يكن كافياً لمنع الطوفان الباريسي من الوصول لشباكه أربع مرات.

جونكالو راموس ختم المهرجان في الوقت بدل الضائع بهدف رابع استغل فيه خطأً فادحاً من راؤول بيلانوفا. تمريرة خلفية خاطئة، والمهاجم البرتغالي لم يتردد في استغلال الفرصة بلمسة رقيقة تجاوزت الحارس.

الهدف الأخير كان ضربة الرحمة. راموس، الذي سجل أربعة أهداف في حملة العام الماضي المتوجة باللقب، أكد أنه سيكون عاملاً مهماً في رحلة الدفاع عن اللقب.

الانتصار يحمل رسائل واضحة لجميع منافسي باريس: الفريق الباريسي لم يكتف بتحقيق حلم أوروبا، بل يطمح للمزيد. الاختبار الحقيقي القادم أمام برشلونة في كاتالونيا يوم 1 أكتوبر، مواجهة تحمل طعماً خاصاً.

اللعب دون ديمبلي ودووي، مع إشراك سيني مايولو كمهاجم وحيد، أظهر مرونة تكتيكية عالية من لويس إنريكي. إدراج 16 لاعباً فقط في القائمة يعكس ثقة المدرب في مجموعته الأساسية.

برادلي باركولا أضاع ركلة جزاء في الدقيقة 44. التسديدة الضعيفة أضافت رقماً مؤلماً: 4 أخطاء في آخر 8 ركلات جزاء لباريس (خارج جلسات الترجيح). الضعف في تنفيذ الجزاءات قد يكون نقطة ضعف في المواجهات الحاسمة.

باريس بدأ رحلة الدفاع عن اللقب بالطريقة المثلى. المزج بين الخبرة والشباب، الإبداع الفردي والانضباط التكتيكي، يرسم صورة مبشرة للموسم الجديد.

التحدي الآن المحافظة على هذا المستوى في مواجهة منافسين أقوى. برشلونة، ثم المواجهات الحاسمة في الأدوار الإقصائية. باريس أثبت أن لديه الأسلحة والإرادة، والآن حان وقت ترجمة ذلك لألقاب جديدة.