جدة شهدت الجنون الكروي. الأهلي كان متأخراً 0-3 أمام الهلال، والهزيمة بدت محسومة. لكن الدقائق الأخيرة حملت معجزة حقيقية: توني هدفان، ثم ديميرال في الدقيقة 91 يحقق التعادل 3-3. مدينة الملك عبدالله الرياضية انفجرت احتفالاً.
الدقيقة 12، تيو إرنانديز افتتح التسجيل للهلال. هدف مبكر نتيجة خطة تكتيكية محكمة استغلت الأطراف بشكل مثالي. الأهلي لم يستوعب الصدمة، والأسوأ كان قادماً.
الدقيقة 24، ماكلوم ضاعف النتيجة. تسديدة قوية سكنت الزاوية اليسرى لمرمى إدوارد ميندي. الأهلي أصيب بالذهول، والجماهير بدأت تشعر بالقلق الحقيقي.
الدقيقة 41، الصدمة الكبرى. ماكلوم أكمل ثنائيته بهدف ثالث رائع. الأهلي في موقف شبه مستحيل قبل نهاية الشوط الأول، والحلم بدا بعيداً جداً.
الشوط الأول كان كارثة تكتيكية للأهلي. رغم الاستحواذ 59.8% مقابل 40.2% للهلال، الفعالية الهجومية كانت لصالح الزوار بشكل مطلق. الهلال سجل 11 تسديدة مقابل 22 للأهلي، لكن دقة التصويب كانت الفارق الحاسم.
الركلات الركنية 11 للأهلي مقابل 2 للهلال، لكن دون ترجمة فعلية. الضغط المستمر من أصحاب الأرض لم ينتج عنه أي خطورة حقيقية، والهلال كان الأكثر ذكاءً في استغلال الفرص.
الدقيقة 78، المعجزة بدأت. إيفان توني افتتح حساب الأهلي بهدف أول قلل الفارق إلى 1-3. الهدف جاء بعد عمل جماعي رائع، والإصرار على عدم الاستسلام بدأ يظهر.
الدقيقة 87، توني ضاعف الأمل. هدفه الثاني قلص النتيجة إلى 2-3، والملعب اهتز بالكامل. الأمل عاد يتدفق في عروق اللاعبين والمشجعين، والمستحيل بدأ يبدو ممكناً.
ديميرال يكتب التاريخ في الدقيقة 91
الدقيقة 91، عندما ظن الجميع أن الوقت انتهى. كرة عالية في منطقة الجزاء، ميريه ديميرال وصل إليها برأسية قوية سكنت شباك الهلال. التعادل المستحيل 3-3 تحقق، والملعب انفجر بالكامل.
اللاعبون ركضوا نحو المدرجات في مشاهد من الجنون الخالص. هدف سيبقى محفوراً في ذاكرة كل من شاهده، وواحد من أعظم اللحظات في تاريخ الكرة السعودية.
التحليل التكتيكي يكشف وجهين مختلفين. في الشوط الأول، الأهلي بدا مفككاً رغم السيطرة على الاستحواذ. الخطوط لم تكن متناسقة، والضغط على حامل الكرة كان ضعيفاً.
الشوط الثاني شهد تغييراً جذرياً. المدرب أجرى تبديلات حاسمة: محمد يوسف في الدقيقة 45، ثم موجة التبديلات في الدقيقة 64 التي غيرت وجه المباراة. وهيب صالح، عبدالإله الخيبري، وفراس البريكان أضافوا السرعة والحيوية المطلوبة.
الإحصائيات تحكي القصة بوضوح. دقة التمرير للأهلي 90.4% مقابل 80.4% للهلال، من 427 تمريرة مقابل 296. التسديدات على المرمى تعادلت 6-6، مما يعكس التوازن في الخطورة الفعلية رغم الفارق في النتيجة.
الدفاع معركة الأرقام. الأهلي حقق 10 تدخلات بنسبة نجاح 90%، بينما الهلال سجل 19 تدخلاً بنسبة 73.7%. الإخلاءات الدفاعية كانت لصالح الهلال 34 مقابل 12، مما يعكس الضغط المستمر على دفاع الزوار في الشوط الثاني.
إيفان توني برز كبطل حقيقي بهدفيه في اللحظات الحاسمة. الإنجليزي أظهر شخصيته القوية وخبرته الأوروبية، ورفض الاستسلام حتى اللحظة الأخيرة.
ماكلوم قدم عرضاً فنياً رائعاً بثنائيته في الشوط الأول. البرازيلي أكد أنه واحد من أخطر المهاجمين في آسيا، لكن فرحته لم تكتمل بعد التعادل المؤلم.
ميريه ديميرال المدافع الذي تحول إلى بطل. هدفه التاريخي أثبت أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، والمباريات لا تنتهي إلا بصافرة الحكم.
الجماهير عاشت رحلة عاطفية حقيقية من اليأس التام إلى النشوة المطلقة. الهتافات لم تتوقف حتى في أحلك اللحظات، وهذا ما أعطى اللاعبين القوة للاستمرار. الجمهور الأهلاوي أثبت أنه واحد من أوفى الجماهير.
التعادل له تأثيرات مهمة على حسابات الدوري. الأهلي كسب نقطة ثمينة كانت تبدو مستحيلة، بينما فقد الهلال نقطتين مهمتين في الصراع على اللقب. الروح القتالية التي أظهرها الأهلي ستعطي دفعة معنوية هائلة.
مباراة الأهلي والهلال ستبقى محفورة في الذاكرة. درس حي على أن كرة القدم لا تعرف المستحيل. الأهلي قدم درساً في الإرادة والعزيمة، والهلال تعلم أن النتيجة لا تُحسم إلا بصافرة النهاية.
الدوري السعودي للمحترفين وصل إلى مستوى عالمي. مباريات تضاهي أقوى البطولات الأوروبية من ناحية الإثارة والجودة الفنية. الجماهير خرجت تتحدث عن مباراة العمر، ولاعبو الأهلي حققوا شيئاً سيفتخرون به طوال حياتهم.
النتيجة النهائية: الأهلي 3-3 الهلال. ريمونتادا تاريخية، معجزة كروية، ودرس في عدم الاستسلام. جدة شهدت الليلة ما سيُحكى عنه لسنوات قادمة.
 
                     
                             
                                    
                                     
                                    
                                     
                                    
                                     
                                    
                                    
