بريل إمبولو أنهى علاقته بموناكو. المهاجم السويسري قرر أن الوقت حان لمغادرة الإمارة، وستاد رين كان الوجهة التي اختارها لبداية مرحلة جديدة. الصفقة تمت في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات، وبقيمة تقارب 15 مليون يورو، مع عقد يمتد لأربعة مواسم.
رين أغلق سوقه بقوة. بعد ضم إستيبان لوبول من أنجيه الأسبوع الماضي، جاء إمبولو ليكمل الثنائي الهجومي الجديد. النادي البريطاني أراد تعزيز خط الهجوم بخبرة حقيقية، ووجد ضالته في اللاعب السويسري الذي قضى ثلاث سنوات في موناكو.
الإعلان الرسمي جاء متزامناً من الطرفين. موناكو ورين أكدا الصفقة معاً مساء الاثنين، في إشارة إلى أن المفاوضات سارت بسلاسة دون تعقيدات كبيرة. الطرفان كانا يريدان إنهاء الملف بسرعة، واللاعب نفسه كان حاسماً في قراره.
لكن لماذا قرر إمبولو المغادرة؟ موناكو لم يكن يمنحه الدور الأساسي الذي يريده. المنافسة في الهجوم كانت شرسة، والخيارات التكتيكية للمدرب لم تكن دائماً في صالحه. اللاعب السويسري، البالغ من العمر 28 عاماً، يعرف أن الوقت لا ينتظر، وأن البقاء على مقاعد الاحتياط لن يخدم مسيرته.
رين قدم له ضمانات واضحة. النادي البريطاني يريده محوراً أساسياً في الهجوم، وليس مجرد خيار إضافي. الفرصة كانت مغرية، والمشروع بدا جاداً، والقرار كان سهلاً في النهاية.
مسيرة ثرية عبر أوروبا
إمبولو ليس لاعباً مجهولاً. السويسري قضى ست سنوات في البوندسليغا موزعة بين شالكه 04 وبوروسيا مونشنغلادباخ. الدوري الألماني علّمه الكثير، وصقل مهاراته، وجعله مهاجماً أكثر نضجاً وفهماً للعبة.
في ألمانيا، أثبت إمبولو أنه قادر على التسجيل والتأثير في مباريات كبيرة. سرعته، قدرته على الحركة بين الخطوط، وذكاؤه في استغلال المساحات جعلته مهاجماً مزعجاً للدفاعات الألمانية المنظمة. الأندية الكبرى لاحظته، وموناكو كان أول من حسم الصفقة في 2022.
لكن التجربة المونيغاسكية لم تكن بالنجاح المتوقع. الأهداف لم تأتِ بالوتيرة المطلوبة، والمشاركات كانت متقطعة، والإصابات أثرت على استمراريته. موناكو كان يتوقع أكثر، وإمبولو نفسه كان يطمح لمستويات أعلى.
الآن، رين يراهن على أن التغيير سيعيد إمبولو إلى مستواه الحقيقي. البيئة الجديدة، الدور الأساسي المضمون، وثقة المدرب قد تكون العوامل المحفزة التي يحتاجها اللاعب السويسري لإعادة اكتشاف نفسه.
المنتخب السويسري يتابع الوضع باهتمام. إمبولو لاعب دولي مهم، وممثل منتظم للمنتخب الوطني. الفريق الوطني السويسري يحتاج لاعبيه في أفضل حالاتهم، واللعب الأساسي في رين أفضل بكثير من الجلوس على مقاعد الاحتياط في موناكو.
رين يعرف أنه حصل على لاعب يحمل قيمة تسويقية أيضاً. الدولي السويسري، بخبرته الأوروبية الواسعة، يجذب الأضواء ويرفع من مكانة النادي. الجماهير البريطانية تتطلع لرؤيته يسجل الأهداف ويقود الهجوم.
لوبول وإمبولو يشكلان الآن ثنائياً جديداً يحمل آمال رين الهجومية. الأول شاب طموح، والثاني مخضرم يعرف كيف يتصرف في المواقف الحرجة. التوازن بينهما قد يكون المفتاح لموسم ناجح.
المدرب في رين يملك الآن خيارات هجومية متنوعة. إمبولو يجيد اللعب كمهاجم صريح، لكنه قادر أيضاً على التراجع واللعب خلف المهاجم الرئيسي. هذه المرونة التكتيكية ستمنح الفريق البريطاني أبعاداً إضافية في الهجوم.
15 مليون يورو ليست مبلغاً صغيراً بالنسبة لرين، لكنها استثمار في لاعب يملك خبرة حقيقية وقدرة على تغيير مجريات المباريات. النادي البريطاني يريد العودة للمنافسة على المراكز الأوروبية، وإمبولو جزء من هذا المشروع.
موناكو من جهته لن يندم كثيراً. النادي المونيغاسكي يملك بدائل قوية، والميزانية تحتاج لترشيد النفقات. بيع إمبولو بهذا المبلغ يُعتبر صفقة جيدة، خاصة أن اللاعب لم يكن أساسياً في الخطط.
إمبولو الآن في رين، والتحدي الحقيقي بدأ. اللاعب السويسري يعرف أن الجميع يراقب، وأن الموسم الأول سيحدد الكثير عن مستقبله في بريتاني. الأهداف مطلوبة، والأداء يجب أن يكون مقنعاً، والفرصة قد لا تتكرر.
رين أغلق سوقه بقوة، وإمبولو كان الكرزة على الكعكة. النادي البريطاني يدخل الموسم الجديد بطموحات واضحة وهجوم معزز. السويسري عليه الآن أن يثبت أن الرهان عليه كان صائباً، وأن الملايين الـ15 التي دفعها رين لم تذهب سدى.


