أليغري أمام معضلة تكتيكية: إصابة سايليماكرز تفتح باب التجارب في ميلان
نود إعلامكم بأننا نعتمد حالياً على الصور المجانية بشكل مؤقت، وذلك إلى حين الحصول على الموافقات الرسمية المتعلقة برخص استخدام صور الفرق واللاعبين من الجهات المختصة. شاكرين لكم تفهّمكم.

أليغري أمام معضلة تكتيكية: إصابة سايليماكرز تفتح باب التجارب في ميلان

الفحوصات الطبية تحدد مصير الجناح الأيمن

ينتظر ميلان بقلق نتائج الفحوصات الطبية التي سيخضع لها أليكسيس سايليماكرز اليوم، بعدما أجبرته إصابة عضلية على مغادرة معسكر منتخب بلجيكا فجر السبت. الظهير البلجيكي تعرض لإصابة في العضلة الخلفية للفخذ الأيمن خلال مواجهة بلاده أمام مقدونيا الشمالية مساء الجمعة، في إصابة قد تحرمه من المشاركة لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع وفقاً لتقارير صحيفة “إتش إل إن” البلجيكية.

المؤشرات الأولية التي وصلت من المعسكر البلجيكي لم تكن مطمئنة، ما دفع الجهاز الطبي للمنتخب بالسماح للاعب بالعودة الفورية إلى ميلانو لإجراء الفحوصات اللازمة في مقر النادي. غيابه عن مواجهة فيورنتينا المقررة مساء الأحد في سان سيرو بات أمراً محسوماً، لكن السؤال الأهم: إلى متى سيمتد هذا الغياب؟

التوقيت الأسوأ للإصابة

سايليماكرز كان أحد الركائز الأساسية في الخطة التكتيكية التي رسمها ماسيميليانو أليغري منذ توليه المسؤولية في ميلان. المدرب التوسكاني أصر على عودة اللاعب من روما بعد إعارات متتالية في بولونيا والعاصمة الإيطالية، ومنحه الثقة الكاملة كصاحب المركز الأساسي على الجهة اليمنى في تشكيلة 3-5-1-1 التي اعتمدها الفريق.

اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً قدم مستويات مقنعة منذ بداية الموسم، حيث ساهم في 6 مباريات بالدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، مقدماً أداءً متوازناً بين الواجبات الدفاعية والمساهمات الهجومية. خسارته في هذا التوقيت الحرج تضع أليغري أمام تحدٍ تكتيكي حقيقي، خاصة مع اقتراب سلسلة مباريات صعبة تشمل بيزا في كأس إيطاليا يوم 24 أكتوبر، وأتالانتا في بيرغامو يوم 28، وروما في سان سيرو يوم 2 نوفمبر.

استوبينيان على حافة الشك أيضاً

الأزمة قد لا تقتصر على الجهة اليمنى فحسب. بيرفيس استوبينيان، الظهير الأيسر الإكوادوري، يعاني بدوره من مشكلة في الكاحل الأيسر أصابته خلال تواجده مع منتخب بلاده في الولايات المتحدة. الفارق أن اللاعب السابق لبرايتون لم يغادر معسكر الإكوادور بعد، حيث من المقرر أن يخوض منتخبه مباراة ودية أمام المكسيك فجر الأربعاء في غوادالاخارا.

المؤشرات تشير إلى أن استوبينيان لن يشارك في هذه المواجهة، لكن الوضوح الكامل لن يتحقق إلا بعد 48 ساعة عند عودته إلى ميلانو. في حال تعافيه، سيستعيد مكانه الأساسي على الجهة اليسرى بعدما غاب عن مواجهة يوفنتوس بسبب الإيقاف. أما في حالة استمرار المشكلة، فإن داڤيدي بارتيزاغي سيواصل مهمته بعد الظهور المشرف الذي قدمه مع منتخب إيطاليا تحت 21 عاماً.

الجهة اليمنى: معضلة أعمق

بينما يبدو الحل على الجهة اليسرى واضحاً نسبياً، فإن الأمور أكثر تعقيداً على الجانب الأيمن. زاكاري أثيكامي، صاحب العشرين عاماً، هو البديل الطبيعي المتاح حالياً. اللاعب السويسري المولد شارك في ثلاث مباريات كبديل حتى الآن: ضد أودينيزي ونابولي في الدوري، وليتشي في كأس إيطاليا، لكن جميعها كانت مشاركات قصيرة في الدقائق الأخيرة.

أثيكامي حظي مؤخراً باستدعاء لمنتخب سويسرا الأول بعد مشاركته مع فريق الشباب ضد آيسلندا، وسيكون ضمن صفوف المنتخب الذي يواجه سلوفينيا الليلة في تصفيات كأس العالم بليوبليانا. لكن السؤال الحقيقي: هل يثق أليغري في جاهزيته لتحمل مسؤولية المركز الأساسي؟

قراءة أليغري لجاهزية أثيكامي

التصرفات السابقة لأليغري تكشف عن تحفظات واضحة تجاه منح أثيكامي فرصة الأساسية. لو كان المدرب مقتنعاً تماماً بجاهزية الشاب السويسري، لكان على الأرجح أشركه أساسياً في مواجهة ليتشي بكأس إيطاليا، وهي فرصة مثالية لمنح اللاعبين الاحتياطيين دقائق أساسية. عدم القيام بذلك يشير إلى أن أليغري يرى فيه خياراً للطوارئ وليس بديلاً جاهزاً بالكامل.

من ناحية أخرى، فإن إشراك أثيكامي يحمل ميزة استراتيجية مهمة: الحفاظ على التشكيلة 3-5-1-1 التي أثبتت فعاليتها منذ بداية الموسم. هذا النظام منح ميلان توازناً واضحاً بين الصلابة الدفاعية والخطورة الهجومية، وتغييره قد يعني إعادة ضبط التفاهمات والأدوار بشكل كامل.

النجاح الكروي لتشكيلة الثلاثة مدافعين

اعتماد أليغري على خط دفاعي بثلاثة لاعبين محاطين بظهيرين هجوميين حقق نتائج إيجابية ملموسة. ميلان لم يخسر أي مباراة في آخر ست مواجهات بمختلف البطولات، واحتفظ بشباكه نظيفة في أربع منها. التفاهم بين المدافعين الثلاثة – تومياسو، غابيا، وتياو – بلغ مستويات عالية، بينما قدم الظهيران سايليماكرز واستوبينيان عرضاً وعمقاً هجومياً مهماً.

تدمير هذه الكيمياء بسبب إصابة واحدة قد يكون مكلفاً، لكن الواقعية تفرض على أليغري التفكير في خيارات بديلة إذا لم تسمح الظروف بالحفاظ على نفس النظام.

الخيارات التكتيكية البديلة

أليغري يمتلك خبرة طويلة في التعامل مع الأزمات والتكيف مع الظروف الطارئة. التدريبات بين الأربعاء والسبت ستكشف عن توجهاته الحقيقية، لكن عدة سيناريوهات تطرح نفسها:

السيناريو الأول: التحول للدفاع الرباعي

الخيار الأبرز يتمثل في العودة إلى خط دفاعي من أربعة لاعبين، وهو نظام أليغري يتقنه تماماً من سنواته الطويلة في يوفنتوس. هذا التغيير سيتطلب تحويل فيكايو تومياسو إلى ظهير أيمن، وهو مركز سبق له اللعب فيه في آرسنال وبولونيا.

تومياسو يمتلك الصفات البدنية والفنية المطلوبة للأداء كظهير حديث: سرعة معقولة، قوة بدنية، قدرة على المشاركة الهجومية، وذكاء تكتيكي عالٍ. نقله إلى هذا المركز سيحافظ على خبرته في الخط الخلفي مع إضافة بُعد هجومي من الجهة اليمنى.

تنويعات وسط الميدان والهجوم

في حالة اعتماد خط دفاعي رباعي، ستتغير تركيبة خط الوسط والهجوم بالضرورة. أليغري أمامه خيارات متعددة:

تشكيلة 4-4-2 الكلاسيكية: مع كريستيان بوليسيتش على الجهة اليمنى كجناح خالص. الأمريكي قادر على اللعب في هذا المركز بفضل سرعته وقدرته على المراوغة والتقاطعات الذكية. هذه التشكيلة تمنح الفريق عرضاً هجومياً أكبر وتحرر رافايل لياو للتحرك بحرية على الجهة اليسرى.

تشكيلة 4-4-1-1 المعدلة: بارتداد بوليسيتش خلف المهاجم الصريح، مع روبن لوفتوس-تشيك في دور الصانع المتأخر. هذا الخيار يمنح ميلان كثافة أكبر في الوسط ويستغل قدرات لوفتوس-تشيك البدنية والفنية في الربط بين الخطوط.

تشكيلة 4-3-3 الهجومية: وهي الخطة الأكثر جرأة، حيث يلعب بوليسيتش وليو كجناحين صريحين على الطرفين، مع مهاجم صريح في الوسط. هذا النظام يحرر إمكانيات ليو الهجومية بشكل أكبر، لكنه يتطلب جهداً دفاعياً مضاعفاً من الظهيرين.

بوليسيتش: الورقة الرابحة المتعددة الاستخدامات

كريستيان بوليسيتش يبرز كأحد الحلول الرئيسية في مختلف السيناريوهات المطروحة. الدولي الأمريكي أثبت مرونته التكتيكية منذ انضمامه من تشيلسي، حيث يمكنه اللعب كجناح أيمن، جناح أيسر، أو حتى في دور الصانع المتقدم.

بوليسيتش سجل هدفين وصنع تمريرة حاسمة في 8 مباريات بجميع البطولات هذا الموسم، لكن تأثيره يتجاوز الأرقام الجافة. حركته الذكية بين الخطوط، قدرته على جذب المدافعين وفتح المساحات لزملائه، ومستواه الفني الرفيع تجعله عنصراً محورياً في أي خطة يضعها أليغري.

الخبر السار أن بوليسيتش لا يعاني من أي مشاكل بدنية حالياً، ما يمنح أليغري حرية أكبر في التخطيط التكتيكي. سواء اختار المدرب الإيطالي الحفاظ على تشكيلته المفضلة مع أثيكامي، أو قرر التحول لنظام مختلف، فإن الأمريكي سيكون قطعة أساسية في الأحجية.

موساه: الحل الذي رحل

من المثير للاهتمام أن أليغري اختبر يونس موساه في مركز الظهير الأيمن خلال المعسكر الصيفي، لكن الأمريكي غادر الفريق قبل انطلاق الموسم. موساه كان يمتلك القدرات البدنية المطلوبة للأداء في هذا الدور – قوة، سرعة، قدرة على الجري لمسافات طويلة – لكن محدودية مستواه الفني والتكتيكي دفعت الإدارة لإعارته.

غياب هذا الخيار يعني أن أليغري لا يمتلك بديلاً جاهزاً من نفس طراز سايليماكرز: لاعب قادر على الأداء كظهير هجومي في نظام خماسي خلفي. هذا يفسر التوجه نحو التغيير التكتيكي بدلاً من استبدال مباشر.

ليو: فرصة جديدة للانطلاق؟

رافايل ليو قد يكون المستفيد الأكبر من أي تغيير تكتيكي يجريه أليغري. الجناح البرتغالي لم يقدم أفضل مستوياته منذ بداية الموسم، حيث سجل هدفاً واحداً في 7 مباريات بالدوري، أرقام بعيدة عن المستوى المتوقع منه.

التحول لتشكيلة 4-3-3 سيمنح ليو حرية أكبر على الجهة اليسرى، مركزه المفضل حيث يستطيع استغلال سرعته الخارقة في المراوغات الفردية والاختراقات العمودية. في نظام الـ3-5-1-1 الحالي، يبدو ليو مقيداً نوعاً ما بالواجبات الدفاعية والحاجة للعودة لمساعدة استوبينيان.

البرتغالي يمر بفترة صعبة من مسيرته، حيث تراجع تأثيره الحاسم في المباريات الكبيرة. فتح النظام التكتيكي وإعطاؤه مساحة أكبر للإبداع قد يكون المفتاح لاستعادة بريقه وتحقيق الأرقام التي حققها في الموسمين الماضيين عندما كان أحد أخطر الأجنحة في أوروبا.

الامتحان الأول: بيولي والفيولا المتعثرة

أول اختبار حقيقي لقرارات أليغري سيكون مساء الأحد أمام فيورنتينا في سان سيرو. المواجهة تحمل نكهة خاصة لكونها تجمع الروسونيري بالمدرب السابق ستيفانو بيولي، الذي قاد الفريق للقب الدوري موسم 2021-2022 قبل رحيله الصيفي إلى فلورنسا.

فيورنتينا تمر بأزمة واضحة مع بيولي، حيث لم تحقق الفيولا سوى انتصار واحد في آخر خمس مباريات بجميع البطولات، وتحتل مركزاً متوسطاً في جدول الدوري الإيطالي. الضغط يتزايد على بيولي لتحسين النتائج وإثبات أن التشكيك في قدراته بعد سنوات النجاح مع ميلان كان في غير محله.

المواجهة ستكون فرصة لميلان لتعزيز موقعه في صدارة الترتيب، لكن غياب سايليماكرز واحتمال غياب استوبينيان يضيف تعقيدات لم يكن أليغري يحتاجها في مثل هذا التوقيت الحساس. قراراته التكتيكية في هذه المباراة ستعطي مؤشراً واضحاً عن فلسفته في التعامل مع الأزمات والضغوط الطارئة.